خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

حـمۤ
١
وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ
٢
إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ
٣
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ
٤
-الدخان

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) حم }
{ (2) وَالْكِتَابِ المُبِينِ }
{ (3) إِنّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ }.
{ (4) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ }
في المجمع عن الباقر والصادق عليهما السلام اي انزلنا القرآن والليلة المباركة هي ليلة القدر.
والقمّي عنهما وعن الكاظم عليهم السلام مثله وزاد انزل الله سبحانه القرآن فيها الى البيت المعمور جملة واحدة ثمّ نزّل من البيت المعمور على رسول الله صلّى الله عليه وآله في طول عشرين سنة فيها يفرق يعني في ليلة القدر كلّ امر حكيم اي يقدّر الله عزّ وجلّ كل امر من الحق والباطل وما يكون في تلك السنة وله فيه البداء والمشيئة يقدّم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الآجال والارزاق والبلايا والاعراض والامراض ويزيد فيه ما يشاء وينقص ما يشاء ويلقيه رسول الله صلّى الله عليه وآله الى امير المؤمنين عليه السلام ويلقيه امير المؤمنين الى الأئمّة عليهم السلام حتّى ينتهي ذلك الى صاحب الزمان عليه السلام ويشترط له فيه البداء والمشيّة والتقديم والتأخير.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام قال قال الله عزّ وجلّ في ليلة القدر فيها { يُفَرقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } يقول ينزّل فيها كلّ امر حَكِيمٍ والمحكم ليس بشيئين انّما هو شيء واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عزّ وجلّ ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى انّه مصيبٌ فقد حكم بحكم الطاغوت انّه لينزل في ليلة القدر الى وليّ الأمر تفيسر الامور سنة سنة يؤمر فيها في امر نفسه بكذا وكذا وفي امر الناس كذا وكذا وانّه ليحدث لوليّ الامر سوى ذلك كلّ يوم علم الله الخاصّ والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر ثمّ قرأ
{ { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ } [لقمان: 27] الآية.
وعنه عليه السلام قال يا معشر الشيعة خاصموا بحم { وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ } فانّها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وعنه عليه السلام قال لما قبض امير المؤمنين عليه السلام قال الحسن بن عليّ عليهما السلام في مسجد الكوفة فحمد الله واثنى عليه وصلّى على النبيّ صلّى الله عليه وآله ثم قال ايها الناس انّه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأوّلون ولا يدركه الآخرون ثمّ قال والله لقد قبض في اللّيلة التي قبض فيها وصيّ موسى عليه السلام يوشع بن نون عليه السلام واللّيلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم واللّيلة التي نزل فيها القرآن وقد مضى في المقدّمة التاسعة من هذا الكتاب كلام في هذا الباب ويأتي تمام الكلام فيه في سورة القدر انشاء الله.
وعن الكاظم عليه السلام انّه سأله نصراني عن تفسير هذه الآية في الباطن فقال امّا حم فهو محمد صلّى الله عليه وآله وهو في كتاب هود الذي انزل عليه وهو منقوص الحروف وامّا الكتاب المبين فهو امير المؤمنين عليّ عليه السلام وامّا اللّيلة ففاطمة عليها السلام وامّا قوله فيها { يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } يقول يخرج منها خير كثير فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم فقال الرجل صف لي الأوّل والآخر من هؤلاء الرجال فقال انّ الصفات تشتبه ولكن الثالث من القوم اصف لك ما يخرج من نسله وانّه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم ان لم تغيّروا وتحرّفوا وتكفروا وقديماً ما فعلتم الحديث.