خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَٰلَهُمْ
١
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
٢
ذَلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلْبَاطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ
٣
فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ
٤
-محمد

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } القمّي نزلت في اصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله الذين ارتدّوا بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وغصبوا اهل بيته حقّهم وصدّوا عن امير المؤمنين وعن ولاية الأئمّة عليهم السلام اضلّ اعمالهم اي ابطل ما كان تقدّم منهم مع رسول الله صلّى الله عليه وآله من الجهاد والنصرة.
وعن الباقر عليه السلام قال قال امير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال الذي كفروا وصدّوا عن سبيل الله اضلّ اعمالهم فقال له ابن عبّاس يا ابا الحسن لم قلت ما قلت قال قرأت شيئاً من القرآن قال لقد قلته لأمر قال نعم انّ الله يقول في كتابه
{ { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ } [الحشر: 7] فتشهد على رسول الله صلّى الله عليه وآله انّه استخلف ابا بكر قال ما سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله اوصى الاّ اليك قال فهلاّ بايعتني قال اجتمع الناس على ابي بكر فكنت منهم فقال امير المؤمنين عليه السلام كما اجتمع اهل العجل على العجل هيهنا فتنتم ومثلكم { { مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّآ أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } [البقرة: 17،18]
{ (2) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ } صلّى الله عليه وآله.
القمّي عن الصادق عليه السلام قال بما نزّل على محمد صلّى الله عليه وآله في عليّ عليه السلام هكذا نزلت { وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأصْلَحَ بالَهُمْ } القمّي نزلت في ابي ذر وسلمان وعمار والمقداد لم ينقضوا العهد قال وامنوا بما نزّل على محمد صلّى الله عليه وآله اي ثبتوا على الولاية التي انزلها الله وهو الحقّ يعني امير المؤمنين عليه السلام بالهم اي حالهم.
{ (3) ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ } قال وهم الذين اتبعوا أعداء رسول الله وامير المؤمنين عليهما صلوات الله { وَأنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ }.
القمّي عن الصادق عليه السلام قال في سورة محمد صلّى الله عليه وآله آية فينا وآية في اعدائنا.
{ (4) فإذَا لَقِيتـُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا } في المحاربة { فَضَرْبَ الرِّقابَ } فضربوا الرقاب ضرباً { حَتّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ } اكثرتم قتلهم واغلظتموه من الثخين وهو الغليظ { فَشُدُّوا الوَثاقَ } فاسروهم واحفظوهم والوثاق بالفتح والكسر ما يوثق به { فَإِمّا منّاً بَعْدُ وَإِمّا فِدآءً } فامّا تمنّون منّا او تفدون فداء والمراد التخيير بعد الاسر بين المنّ والاطلاق وبين اخذ الفداء { حَتّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا } الاتها واثقالها التي لا تقوم الاّ بها كالسلاح والكراع أي ينقضي الحرب ولم يبق إلاّ مسلم أو مسالم، في الكافي والتهذيب عن الصادق عليه السلام قال كان أبي يقول ان للحرب حكمين إذا كانت الحرب قائمة لم تضع أوزارها، ولم يثخن أهلها فكل أسير أخذ في تلك الحال فإن الامام فيه بالخيار أن شاء ضرب عنقه وان شاء قطع يده ورجله من خلاف بغير حسم وتركه يتشحّط في دمه حتى يموت وهو قول الله عزّ وجلّ
{ { إِنَّمَا جَزَآءُ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ } [المائدة: 33] الآية قال والحكم الآخر اذا وضعت الحرب اوزارها واثخن اهلها فكلّ اسير اخذ على تلك الحال فكان في ايديهم فالامام فيه بالخيار ان شاء منّ عليهم فأرسلهم وان شاء فاداهم انفسهم وان شاء استعبدهم فصاروا عبيداً { ذَلِكَ } الامر ذلك { وَلَوْ يَشآءُ اللَّهُ لاَنتَصَرَ مِنْهُمْ } لانتقم منهم بالاستيصال { وَلكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ } ولكن امركم بالقتال ليبلوا المؤمنين بالكافرين بان يجاهدوهم فيستوجبوا الثواب العظيم والكافرين بالمؤمنين بان يعاجلهم على ايديهم ببعض عذابهم كي يرتدع بعضهم من الكفر { وَالَّذِينَ قَاتـَلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ } اي جاهدوا وقرىء قُتِلوا اي استشهدوا { فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } فلن يضيعّها.