خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ
١
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ الۤر } قد مضى فى اوّل البقرة وفى مطاوى ما سبق انّ امثال هذا من الرّموز الّتى يعبّر بها عمّا عاينه المنسلخ عن هذا العالم من مراتب الوجود وآياته العظمى فيلقّيها الملك بالوحى او بالتّحديث مشاراً بها الى تلك المراتب والآيات، واذا اريد التّعبير عن المقصود بها للراقدين فى فراش الطّبع يعبّر بالمناسبات والتّمثيلات كما يظهر الحقائق للنّائم بالمناسبات والتّمثيلات فيحتاج الى تعبير من خبير بصير، فما ورد فى تفسيرها من كون الالف اشارةً الى الله، واللاّم اشارةً الى جبرئيل، والميم والرّاء اشارةً الى محمّد (ص)، وكذا ما ورد من انّ معناه: انا الله الرّؤف، تمثيل محتاجٌ الى التّعبير، وما ورد انّ الحروف المقطّعة فى القرآن حروف اسم الله الاعظم يؤلّفها الرّسول (ص) او الامام فيدعو بها فيجاب فهو اشارة الى خواصّها الّتى تترتّب عليها بحسب اعدادها ونقوشها كما اشير اليه فى الاخبار، او كناية عن اتّصافه بحقائقها { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ } اشارة الى المراتب المشهورة المعبّر عنها بتلك الحروف ووجوه الاعراب فى امثاله والفرق بين الكلام والكتاب قد سبق فى اوّل البقرة { ٱلْحَكِيمِ } ذى الحكمة فى العلم والعمل لانّ المراد بالكتاب مراتب الوجود من العقول والنّفوس وهى ذات حكمة فى العلم والعمل يعنى علمها وعملها مشتملان على الدّقائق او المحكم الّذى لا نسخ فيه فانّ المتشابه هو جملة عالم الطّبع بحقائقها وآثارها ومنه الكتاب التّدوينىّ وعالم الطّبع من حيث ذاته متشابه وان كان من حيث انتسابه الى الله محكماً.