خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ
٧٤
-هود

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ } سكن الخوف بمعرفته ايّاهم { وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ } يعنى انّه بعد ما سكن الخوف وحصل له البسط ببشارة الولد واخبره الملائكة بانّهم نزلوا لعذاب قوم لوط جادلنا يعنى بمجادلة رسلنا فى دفع العذاب عن قوم لوط وهذا من كمال رحمته على خلق الله وسعة خُلقه وكمال مرتبة نبوّته فانّ قوم لوط بشؤم اعمالهم استحقّوا سؤال العذاب منه وهو يجادل الله فى دفع العذاب، عكس ما روى عن بعض الانبياء (ع) الجزويّة من سؤال العذاب بعد التّبليغ وتأبّيهم عن الانقياد من غير صبر على اذاهم فضلاً عن طلب الرّحمة ودفع العذاب عنهم، وصورة مجادلته الملائكة كما نقل انّه قال ان كان فيها مائة من المؤمنين اتهلكونهم؟ - فقال جبرئيل: لا، قال: فان كان فيها خمسون؟ - قال لا، قال: فان كان فيها ثلاثون؟ - قال لا، قال: فان كان فيها عشرون؟ - قال: لا، قال: فان كان فيها عشرة؟ - قال: لا، قال: فان كان فيها خمسة؟ - قال: لا، قال: فان كان فيها واحد؟ - قال: لا، قال: فانّ فيها لوطاً؛ قالوا نحن اعلم بمن فيها لننجّينّه واهله، وهذا من استكماله (ع) فى نبوّته لانّه كما روى بعد ما رأى ملكوت السّماوات والارض رأى رجلا وامرأته على معصية الله فدعا عليهما فأهلكا وبعد كمال النّبوّة يجادل فى قوم لوطٍ مع انّه (ع) كان يراهم على معاصى الله وعلى اشدّها.