خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيۤ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ
٣٧
-يوسف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ } وكان وقت اتيان الطّعام لاهل السّجن { إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ } لمّا كان المستثنى مفرّغاً وحالاً ممّا قبله والحال تقتضى الاقتران بالعامل زماناً وكان مقصوده انّه يعبّره قبل الاتيان قيّده بقوله { قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا } وأخّر التّعبير لترغيبهم فى التّوحيد وتنفيرهم عن الاشراك بعد ما رأى وثوقهما به وظنّ تأثّرهما بوعظه كما هو شأن كلّ ناصح اذا رأى التّأثّر بنصحه ولم يكن التّأخير لتأمّله فى التّعبير والاّ لم يسجّل الاخبار به { ذٰلِكُمَا } العلم بتعبير الرّؤيا { مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيۤ } لا ممّا تعلّمته بنفسى من بشرٍ مثلى كعلوم القافة والمشعبذة وغير ذلك ولا ممّا تعلّمته من الشّياطين والجنّ كعلوم الكهنة والسّحرة بل علّمنى ربّى بالوحى والالهام من غير كسبٍ منّى علوماً كثيرةً هذا احدها ثمّ علّل تعليم الرّبّ بترك ملّتهم واتّباع ملّة الانبياء (ع) تنفيراً وترغيباً لهما بقوله { إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } عرّض بهما وورّى عن ملّتهما وكفرهما ليكون اشدّ تأثيراً واقرب قبولاً واوقع فى نفوسهما.