خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
١٩
-الرعد

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ } لفظة ما كافّة او موصولة او مصدريّة، وما انزل اليه امّا القرآن تماماً واحكام الرّسالة جملةً او الولاية مخصوصة { مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ } عن علم ذلك { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ } بعدم تشابههما { أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } لا اصحاب الخيال وارباب الالف والعادات، عن الصّادق (ع) انّه خاطب شيعته بقوله انتم اولوا الالباب فى كتاب الله، والسّرّ فى ذلك انّ اللبّ هو العقل الخالص من شوب الوهم والخيال ولا يخلص العقل ما لم يتّصل بصاحب العقل، والاتّصال ان كان بالبيعة العامّة النّبويّة لم يفد تخليص العقل من حيث انّ الرّسول (ص) ببيعته يؤسّس احكام العقل باعانة الوهم والخيال فليس شأن الرّسول تخليص العقل بل تخليطه بقشر الخيال، بخلاف الاتّصال بالبيعة الخاصّة الولويّة فانّ صاحب البيعة الخاصّة من حيث اصل الايمان شأنه تخليص العقل عن شوب الخيال وبهذا الاعتبار يصدق على المتّصل به انّه ذو لبٍّ وان لم يحصل بعد له لبّ، وايضاً صاحب الولاية باعتبار ولايته لبّ وصاحب الرّسالة باعتبار رسالته كالقشر والمتّصل بالولاية مظهر لصاحب الولاية فهو ذو لبٍّ بهذا الاعتبار ايضاً على انّ التّحقيق انّ الانسان بدون تلقيح الولاية كالجوز الخالى من اللّبّ ولا ينعقد لبّه الاّ بالولاية، فانّ البيعة الولويّة يدخل بها كيفيّة من ولىّ الامر فى قلب البائع وبها يتحقّق الابوّة والبنوّة بينهما وهى الايمان الدّاخل فى القلب كما سبق تحقيقه فى مطاوى ما سبق.