خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ
٩٩
-الحجر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

اى الموت فانّه المتيقّن فالمعنى حتّى يأتيك الامر المتيقّن، او لانّ اليقين الكامل بالمغيبات لا يحصل الاّ بعد رفع حجاب البدن بالموت الاختيارىّ هذا ما قيل؛ والحقّ انّ اعتبار مفهوم الغاية ودخولها وخروجها عن المغيىّ بها امرٌ لا حجّة عليه من العرف واللّغة، فالمقصود انّك علمت علماً اجماليّاً وكلّ من علم امراً اجمالاً طلب التّفصيل فيه واليقين به بمراتب اليقين من علم اليقين وعين اليقين وحقّ اليقين كما اشار اليه المولوىّ قدّس سرّه:

هو كمان تشنه يقين است اى يسر ميزند اندر تزايد بال وبر
جون رسد در علم بس بريا شود مر يقين را علم او بويا شود
علم جوياى يقين باشد بدان وان يقين جوياى ديداست وعيان
اندر آلهيكم بيان اين ببين كه شود علم اليقين عين اليقين

فكأنّه قال: ان كنت تريد اليقين بمراتبه وتفصيل العلوم فاشتغل بعبادة ربّك حتّى يحصل لك مطلوبك من مراتب اليقين، امّا عدم العبادة بعد اليقين فغير مستفاد منه الاّ باعتبار مفهوم الغاية وقد عرفت ضعف اعتباره؛ وقد قال بعض المتصوّفة المسقطين للعبادات: انّ العبادة لحصول اليقين فاذا حصل اليقين فلا حاجة الى العبادات، وتوسّلوا بمفهوم مثل هذه الآية ومتشابهات الآيات والاخبار واقوال الكبار من اهل اليقين من غير غورٍ وتعمّقٍ فى مغزاها.