خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ
١٢٥
-النحل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱدْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ } كلام منقطع عن سابقه ولذلك لم يأت باداة الوصل والمراد بسبيل الرّبّ دين الاسلام او اعظم اركانه وهو الولاية { بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } الحكمة مفسّرة بالتّشبّه بالآله علماً وعملاً بمعنى الاطّلاع على دقائق العلوم الّتى يعجر عن مثلها البشر والقدرة على دقائق الاعمال الّتى يعجز عن مثلها امثاله وبالفارسيّة "خورده بينى وخورده كارى" وهو شأن الولاية والمراد بها ههنا الدّعوة من طريق الباطن بالتّصرّف فى المدعوّ بحسب استعداده ومن طريق الظّاهر بحسب اقتضاء حاله اظهار المعجزات واعلامه بالخواطر والخيالات ليصرفه بذلك الى الحقّ، والموعظة الحسنة هى اظهار ما كان نافعاً للمدعوّ ليطلبه وما كان ضارّاً ليجتنبه بحيث يرى المدعوّ انّ الدّاعى ناصحٌ له وطالب لخيره وهو شأن النّبوّة، والمجادلة الحسنة هى الزام الخصم بالحجّة والبرهان او بما هو مسلمّ عنده مذعن له سواء وافقه البرهان ام لا؛ هكذا اشير الى تفسير المجادلة فى الاخبار فهى اعمّ ممّا اصطلح عليه المنطقيّون وهى شأن الرّسالة فانّ الرّسول (ص) مأمور باقحام الخلق فى الدّين ولو بالسّيف، ولمّا كان الرّسول (ص) صاحب الشّؤن الثّلاثة والخلق على طبقات ثلاثٍ مستعدّ لتصرّف الولىّ (ع) وقابل لنصح النّبىّ (ص) ومعاند محتاج الى الالزام ولكلّ شخصٍ يتصوّر احوال صاحب تلك الطّبقات امر الله تعالى النّبىّ (ص) بالدّعوات الثّلاث والمجادلة الغير الحسنة كما فى الاخبار ان تجحد حقّاً يدّعيه الخصم او تلقّى باطلاً عليه لالزامه وتضعف عن مقاومته بالحجّة فتجادله وبضعفك تجرّئه على اهل دينك وتضعف قلوب المسلمين وعقائدهم { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } يعنى انّك مأمور بالدّعوة العامّة فلا تتوان فى الدّعوة تفكّراً فى انّها تنفع ام لا.