خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ
١٢٦
-النحل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } يعنى ان عاقبتم قصاصاً واتى بلفظ الشّكّ للاشعار بان المؤمن لا ينبغى له القصاص بل شأنه العفو واقدامه على القصاص كالمشكوك؛ وهذا لمن لم يترقّ عن مرتبة النّفس، وقوله ليعفوا وليصفحوا لمن عرج منها الى مقام القلب، وقوله والله يحبّ المحسنين لمن اتّصف بصفات الرّوح وبعبارةٍ اخرى الاوّل لمن قبل الرّسالة، والثّانى لمن قبل النّبوّة، والثّالث لمن قبل الولاية { وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ } يعنى ان صبرتم عن القصاص والمراد من الصّبر العفو وكظم الغيظ الّذى ذكر فى الآيات الاُخر كما انّ الرّضا بمنزلة الصّفح وفوق كلّ المراتب الاحسان الى من اساء ونزول الآية كما فى الاخبار فى غزوة احد لانّ المشركين مثّلوا من قتلى المسلمين فقال المسلمون: لئن ادالنا الله عليهم لنمثلنّ باخيارهم، "او قال النّبىّ (ص) حين حضر حمزة ورأى ما فعل به وبكى: لئن امكننى الله من قريشٍ لامثلنّ سبعين رجلاً منهم" ، فنزل عليه (ص) جبرئيل (ع) فقال: وان عاقبتم (الآية) لكنّ مضمونها عامّ.