{ وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ } قد مرّ مراراً انّ التّقوى الحقيقيّة لا تكون الاّ بالولاية والبيعة الخاصّة الولويّة { مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً } اقرار بالانزال من الرّبّ وتصديق لكونه خيراً استسلاماً { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } صاروا ذا حسن والحسن على الاطلاق علىّ (ع) وكلّما اتّصل به من طريق الولاية كان ذا حسن به او احسنوا الى انفسهم او الى غيرهم { فِي هٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةٌ } وهو طيبوبة المآكل والمشارب والمناكح والمراكب { وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ } لخلوص الطيبوبة لهم هناك من غواشى المادّة وآلامها وقوله للّذين احسنوا مقول لقولهم تفسير الخيرات واستيناف من الله { وَلَنِعْمَ دَارُ ٱلْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ } مخصوص نعم او مبتدأ خبره { يَدْخُلُونَهَا } او يدخلونها صفة و { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } خبره او تجرى صفة بعد صفة و { لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤونَ } خبره ويحتمل كون الجمل حالات مترادفة او متداخلة وكون بعضها حالاً وبعضها صفة وبعضها خبراً وقد مضى فى آل عمران فى نظير الآية مع جريان الانهار من تحت الجنّات { كَذَلِكَ َجْزِي ٱللَّهُ ٱلْمُتَّقِينَ } وفى الخبر: ولنعم دار المتّقين الدّنيا.