خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
٥٠
-النحل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ } حال على سبيل التّرادف او التّداخل او مستأنف لبيان حالهم او للتّعليل على عدم استكبارهم وفاعل لا يستكبرون امّا الملائكة او جملة ما فى السّماوات وما فى الارض والملائكة وليس المراد بالخوف ما هو من صفات النّفس ومنفىّ عمّن تخلّص من النّفس وصفاتها كما قال تعالى: { { أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } [يونس:62] بل المراد هو التّذلّل والانقباض الّذى هو حاصل لكلّ محاط بالنّسبة الى المحيط المعبّر عنه بالخشيّة والهيبة والسّطوه باعتبار مراتب الموصوفين ولذلك قيّده بقوله: من فوقهم سواء كان ظرفاً مستقرّاً حالاً من ربهّم، او ظرفاً لغواً متعلّقاً بيخافون اى يخافون خوفاً ناشئاً من فوقهم { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } فانّ حالهم كحال القوى النّفسانية بالنّسبة الى النّفس الانسانيّة من حيث انّها لا تعصيها اذا كانت باقية على السّلامة الطّبيعيّة بل كحال الصّور الذّهنيّة بالنّسبة الى النّفس من حيث انّها لا وجود لها سوى وجود النّفس، فحال الملائكة بل حال جميع الموجودات تكويناً كحال القوى والصّور الذّهنيّة وان كان حال الانسان اختياراً غير حاله تكويناً لانّه يعصى ويتأبّى ممّا امر به ويزعم انّ له وجوداً وفعلاً بنفسه.