خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً
٥٠
أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً
٥١
-الإسراء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قُلْ } تهكّماً وتغييظاً لهم { كُونُواْ حِجَارَةً } من الغيظ { أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ } من حيث البُعد عن الانسانيّة والدّناءة فى الرّتبة فانّه يعيدكم او قل تقريراً للاعادة: كونوا حجارةً فيكون فى معنى الشّرط يعنى ان تكونوا حجارةً بعيدةً عن الحياة يمكنه الاعادة فيكف اذا صرتم عظاماً قريبةً من الحياة اليفةً بها { فَسَيَقُولُونَ } استفساراً عن المعيد على سبيل الانكار بعد انكار اصل الاعادة { مَن يُعِيدُنَا قُلِ } جواباً لهم بتعيين المعيد { ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } تعليقاً على الوصف المشعر ببرهان جواز الاعادة { فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ } سيحرّكون ويمدّون اليك { رُؤُوسَهُمْ } للسؤال عن وقت الإعادة { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ } جواباً لهم عن هذا السّؤال الّذى لا جواب له لانّه لا وقت للسّاعة فى عرض الزّمان يمكن تعيينه، وتذكير الضّمير باعتبار البعث او وقت الاعادة { عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً } يعنى فى طول الزّمان لا فى عرضه واجمل فى الجواب بحيث لا تكون مصرّحاً بنفى الوقت الزّمانى عنه ولا ساكتاً عن الجواب ليحملوا سكوتك على العجز ولا مصّرحاً بتعيين الدّهر لعدم ادراكهم للدّهر.