خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً
٩
وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً
١٠
-الإسراء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } هذا اشارة الى الصّورة التّدوينيّة من جملة القرآن او من قرآن الولاية او الى الرّسالة او الى النّبوّة او الى الرّسول (ص) او الى شخص الامام فانّ كلاًّ من هذه هو المحسوس المعلوم للخلق وان كان المقصود حقيقةً هى الولاية والهداية الدّالة والمراد بالّتى هى اقوم الملّة الّتى هى اقوم ملل الانبياء لكون المنزّل عليه اقوم من سائر الانبياء والمنزّل لهم اقوم من سائر الامم، او الطّريق الّتى هى اقوم من سائر الطّرق من طرق النّفس وهى طريق القلب، او الطّريقة الّتى هى اقوم من طريق النّبوّة وهى الولاية وهى المقصود فانّها غاية ارسال الرّسل وانزال الكتب وقد فسّرت فى اخبارٍ عديدةٍ بالولاية باختلاف اللّفظ، هذا بالنّسبة الى من لم يدخل فى الاسلام بعد وهو مستعدّ للدّخول او دخل ولم يدخل فى الايمان بالبيعة الخاصّة الولويّة وامّا بالنّسبة الى من قبل الدّعوة الظّاهرة العامّة بالبيعة العامّة النّبويّة ودخل فى الايمان بالبيعة الخاصّة الولويّة وبالنّسبة الى من لم يدخل فى البيعتين ولم يستعدّ للدّخول بانكار الآخرة حالاً او قالاً فيكون بشارةً او انذاراً ولذلك عطف على يهدى قوله { وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ } اى يعلمون طبق ما أخذ عليهم فى تلك البيعة { أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } ويخبر { وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } او يبشّرانّ الّذين لا يؤمنون، على ان يكون من عطف الجملة او عطف المفرد ويكون ذلك بشارةً اخرى للمؤمنين.