خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً
٢
-الكهف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَيِّماً } حال من الكتاب او من الضّمير المجرور بالّلام وهو مبالغة من قام الرّجل المرأة وعليها، وقام الرّجل اهله اذا مأنهم وقام بشأنهم، والمقصود انّ كتاب النّبوّة قيّم على جميع الكتب السّماويّة حتّى القرآن ببيانها وتعيين موارد احكامها وقيّم على جميع من توسّل به بافادة ما يحتاجون اليه فى امر معاشهم ومعادهم، او هو حال عن العبد فانّه ايضاً قيّم لكلّ معوّجٍ وكافٍ لكلّ محتاج { لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً } عذاباً شديداً فى الدّنيا بالقتل والاسر والنّهب كما انذرو وقع ذلك البأس وكما يقع للكفّار حين الاحتضار وفى الآخرة بعذاب البرازخ والقيامة والجحيم، وقد فسّر البأس الشّديد بعلىٍّ (ع) فانّه الرّحمة للمؤمنين والبأس للكافرين فى الدّنيا والآخرة { مِّن لَّدُنْهُ } من لدن العبد المنزل عليه الكتاب كما فسّر، او من لدن الله وقد فسّر لدن رسول الله (ص) بعلىٍّ (ع) وكذا لدن الله تعالى { وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ } اطلق الانذار اشعاراً بانّه للمؤمنين والكفّار بخلاف التّبشير فانّه خاصٌّ بالاخيار، وانذار المؤمنين من حيث شوب الكفر والاّ فحيثيّة الايمان تقتضى التّبشير لا الانذار { أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً } هو الجنّة ونعيمها ورضوانٌ من الله اكبر.