خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً ٱلْحُسْنَىٰ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً
٨٨
-الكهف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ } بقبول الدّعوة وترك ظلم نفسه { وَعَمِلَ صَالِحاً } بأخذ الحدود والاحكام الشّرعية وعدم التّجاوز عنها بعد الايمان حتّى لا يصير ظالماً على نفسه ولا على غيره { فَلَهُ جَزَآءً ٱلْحُسْنَىٰ } من ربّه، قرئ جزاءً بالنّصب والتّنوين على ان يكون الحسنى مبتدءً وله خبراً له، وجزاءً حالاً او تميزاً او مفعولاً مطلقاً لفعلٍ محذوفٍ، وقرئ جزاءٌ مرفوعاً منوّناً على ان يكون مبتدءً والحسنى بدله، وقرئ جزاءُ الحسنى بالرّفع والاضافة واعرابه ظاهر، وقرئ جزاءَ الحسنى بالنّصب من غير تنوين على ان يكون سقوط التّنوين بالتقاء السّاكنين لا بالاضافة ويكون مثل صورة التّنوين بحسب الاعراب، او على ان يكون سقوط التّنوين بالاضافة ويكون مفعولاً مطلقاً للخبر المحذوف اى له جزاء جزاء الحسنى وقدّم تعذيبه فى القرينة الاولى على تعذيب الله لكون تعذيب الله مختصّاً بالآخرة كما صرّح به وكون مرتبته بعد مرتبة تعذيبه فى الدّنيا، وقدّم جزاء الرّبّ فى القرينة الثّانية على جزاء نفسه للاشعار بعموم جزاء الرّبّ للدّنيا والآخرة، ولو أخّر لاوهم اختصاصه بالآخرة مثل قرينته { وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا } فى الخراج وفى وضع السّياسات { يُسْراً } اى امراً سهلاً يسهل تحمّله.