خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً
٧٢
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً
٧٣
-مريم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } التّدوينيّة مطلقة او فى ولاية علىّ (ع) { بِيِّنَاتٍ } واضحات او موضحاتٍ رسالتك او قدرة الله على الاحياء بعد الاماتة او ولاية علىّ (ع) { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله او برسالتك او بولاية علىّ (ع) { لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } لاجلهم او مخاطبين لهم استهزاء بالله او بدينك او بعلىٍّ (ع) { أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ } ممّن اقرّ بالله او بالرّسالة او بولاية علىّ (ع) وممّن انكر ذلك { خَيْرٌ مَّقَاماً } مكاناً او موضع قيام، وقرئ بضمّ الميم { وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } مجلساً ومجتمعاً يعنى انّهم لمّا سمعوا الآيات الدّالاّت على حقّيّة دينك وقدرة الله او ولاية علىّ (ع) وعجزوا عن المعارضة وردّها افتخروا بما لهم من حسن الحال فى الدّنيا وزعموا انّ حسن حالهم انّما هو لحقّيّة انكارهم ورداءة حال المؤمنين لبطلان اقرارهم كما هو شأن اهل الزّمان فى كلّ زمان، وهذا زعم فاسد فانّ حسن الحال وزيادة الحظّ فى الدّنيا مانعة عن حصول حظوظ العقبى ومهلكة فى العقبى كالشّهد الّذى فيه سمّ غير محسوسٍ، وعن الصّادق (ع) انّه قال: كان رسول الله (ص) دعا قريشاً الى ولايتنا فنفروا وانكروا فقال الّذين كفروا من قريشٍ للّذين آمنوا الّذين اقرّوا لأمير المؤمنين (ع) ولنا اهل البيت (ع) اىّ الفريقين خيرٌ مقاماً واحسن نديّاً؛ تعييراً منهم فقال الله تعالى ردّاً عليهم، وقرء الآية الآتية { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً }.