خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ
١٠٨
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَمْ تُرِيدُونَ } ام معادلة لهمزة { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }، و { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ }؛ تأكيد له او بدل عنه بدلاً تفصيليّاً والاتيان بخطاب الجمع فى قوله { وما لكم } و{ تريدون } يدلّ على انّ الخطاب فى الم تعلم لمحمّد (ص) والمقصود هو وامّته اختصّ بالخطاب لكونه أشرف وأصلاً، او الخطاب لغير معيّن حتّى يفيد العموم البدلىّ ويوافق المعاد لان فى المسند اليه والمعنى الم تعلموا أنّ الله على كلّ شيءٍ قدير الم تعلموا انّ الله مالك الكلّ والمالك يتصرّف فى ملكه كيف يشاء، ام تعلمون ذلك وتريدون { أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ } وتحاجّوه عالمين عامدين { كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ } فأخذت السّائلين الصّاعقة فأهلكوا وفيه تهديدٌ لهم بمثل العقوبة الّتى عوقبت بها أصحاب موسى (ع) حيث قالوا: { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً } [البقرة: 55] { وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ } بعد العلم الّذى من شأنه ان يكون صاحبه مقرّاً مؤمناً او بعد جواب الرّسول له انّ ما سأله لا يصلح اقتراحه، او بعد ما أظهره الله له ما اقترح، او بعد ما شاهد آيات الرّسول والجملة حالٌ او عطفٌ على جملة ما ننسخ من آيةٍ { فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } يعنى انّ الآخذ للكفر بعد ما ذكر كأنّه كان على السّبيل المستوى وضلّ عنه ولذا استعمل التّبدّل الّذى يشعر بأنّه كان على الايمان او مشرفاً على الايمان فتركه وأخذ الكفر.