خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
١١٠
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } يعنى بعد ما سلم مدارككم وجوارحكم عن المعارضة وقلوبكم عن الحقد يتأتّى لكم اقامة الصّلاة فأقيموها، او المقصود وأقيموا الصّلاة حتّى يتأتّى لكم العفو والصّفح { وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ } قد مضى فى اوّل السّورة بيان اقامة الصّلاة وايتاء الزّكاة { وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ } عطف باعتبار المعنى كأنّه قال: وقدّموا لانفسكم اذ المقصود من مثله التّعريض بالأمر والايجاب على المخاطب والمراد بالخير امّا الاحسان الى المسيئين كأنّه قال: فاعفوا واصفحوا وأحسنوا، او المراد منه كلّ فعلٍ حسنٍ فيكون ذكراً للعامّ بعد الخاصّ ويكون، الاحسان المطلوب بعد مقام الصّفح مشاراً اليه بذكر اقامة الصّلاة وايتاء الزّكاة فانّ الاحسان لا يكون الاّ بكسر سورة انانيّة النّفس والتّسليم الخالص لأمر الله وليسا الاّ الزّكاة والصّلاة { تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ } مدّخراً لكم بنفسه على تجسّم الأعمال او بحقيقته او جزائه { إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فلا يشذّ عنه شيءٌ لا يدّخر عنده.