{ أَوْ كَٱلَّذِي } عطف على صلة الموصول اى الم تر الى الّذى كالّذى { مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ } وقيل فى اعرابه وجوهٌ اُخر والمارّ كان عزير النّبىّ (ع) او ارمياء (ع) وهما مذكوران فى الاخبار، وقيل: كان الخضر والقرية بيت المقدّس حين خرابه بجنود بختنصّر، وقيل: الارض المقدّسة اى الشام، وقيل: القرية الّتى خرج منها الالوف فقال لهم الله: موتوا { وَهِيَ خَاوِيَةٌ } خالية او خربة وعليهما فقوله تعالى: { عَلَىٰ عُرُوشِهَا } حال او ساقطة على سقوفها بمعنى انّ سقوفها سقطت ثمّ سقطت جدرانها على سقوفها، { قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ } اى اهل هذه القرية او انّى يعمر هذه القرية { ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا } اى موت اهلها او خرابها وانّما قال ذلك استعظاماً لأمرها لا انكاراً لقدرة الله عليها { فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مائةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مائةَ عَامٍ فَٱنْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ } يعنى انظر الى قدرة الله وعجيب صنعه فى انّ طعامك وشرابك { لَمْ يَتَسَنَّهْ } فى طول هذه المدّة، والهاء للسّكت والمعنى لم يتغيّر { وَٱنْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ } كيف صار رميماً وتفرّقت عظامه مع بقاء طعامك وشرابك { وَ } فعلنا ذلك بك { لِنَجْعَلَكَ } او فعلنا ذلك بك لتصير موقناً مشاهداً ولنجعلك { آيَةً لِلنَّاسِ وَٱنْظُرْ إِلَى ٱلعِظَامِ } عظام بدنك وعظام حمارك { كَيْفَ نُنْشِزُهَا } نرفعها ونركّب بعضها على بعضٍ وقرء بالرّاء المهملة من باب الافعال ومن الثلاثىّ المجرّد { ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ } وشاهد ما علمه سابقاً بعد اماتته مائة عامٍ { قَالَ } النّبىّ { أَعْلَمُ } على قرائة المضارع او قال الله (اعلم) على قراءة الامر وقد ذكر فى الاخبار وجوه لاماتة هذا النّبىّ (ع) وتفاصيل لكيفيّتها من أراد فليرجع الى المفصّلات { أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ومنه الاحياء بعد الاماتة.