خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوْ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَٱنْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَٱنْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَٱنْظُرْ إِلَى ٱلعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢٥٩
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَوْ كَٱلَّذِي } عطف على صلة الموصول اى الم تر الى الّذى كالّذى { مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ } وقيل فى اعرابه وجوهٌ اُخر والمارّ كان عزير النّبىّ (ع) او ارمياء (ع) وهما مذكوران فى الاخبار، وقيل: كان الخضر والقرية بيت المقدّس حين خرابه بجنود بختنصّر، وقيل: الارض المقدّسة اى الشام، وقيل: القرية الّتى خرج منها الالوف فقال لهم الله: موتوا { وَهِيَ خَاوِيَةٌ } خالية او خربة وعليهما فقوله تعالى: { عَلَىٰ عُرُوشِهَا } حال او ساقطة على سقوفها بمعنى انّ سقوفها سقطت ثمّ سقطت جدرانها على سقوفها، { قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ } اى اهل هذه القرية او انّى يعمر هذه القرية { ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا } اى موت اهلها او خرابها وانّما قال ذلك استعظاماً لأمرها لا انكاراً لقدرة الله عليها { فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مائةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مائةَ عَامٍ فَٱنْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ } يعنى انظر الى قدرة الله وعجيب صنعه فى انّ طعامك وشرابك { لَمْ يَتَسَنَّهْ } فى طول هذه المدّة، والهاء للسّكت والمعنى لم يتغيّر { وَٱنْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ } كيف صار رميماً وتفرّقت عظامه مع بقاء طعامك وشرابك { وَ } فعلنا ذلك بك { لِنَجْعَلَكَ } او فعلنا ذلك بك لتصير موقناً مشاهداً ولنجعلك { آيَةً لِلنَّاسِ وَٱنْظُرْ إِلَى ٱلعِظَامِ } عظام بدنك وعظام حمارك { كَيْفَ نُنْشِزُهَا } نرفعها ونركّب بعضها على بعضٍ وقرء بالرّاء المهملة من باب الافعال ومن الثلاثىّ المجرّد { ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ } وشاهد ما علمه سابقاً بعد اماتته مائة عامٍ { قَالَ } النّبىّ { أَعْلَمُ } على قرائة المضارع او قال الله (اعلم) على قراءة الامر وقد ذكر فى الاخبار وجوه لاماتة هذا النّبىّ (ع) وتفاصيل لكيفيّتها من أراد فليرجع الى المفصّلات { أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ومنه الاحياء بعد الاماتة.