خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ
٤٣
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ } قد مضى بيان للصّلاة واقامتها وللزّكاة وايتائها فى اوّل السّورة { وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ } الرّكوع فى اللّغة وفى العرف العّامّ الانحناء وقد يستعمل فى التّذلّل مجازاً، وفى عرف المتشرّعة عبارة عن الانحناء المخصوص الواقع فى الصّلاة ويستعمل مجازاً فى الصّلاة وامّا فى لسان الشّارع فلو سلّم ثبوت الحقائق الشّرعيّة لم يعلم نقله الى الانحناء فى الصّلاة ولو سلّم نقله اليه كثر استعماله فى الخضوع والتّذلّل ايضاً بحيث كان استعماله فى الخضوع غالباً على استعماله فى ركوع الصّلاة ولمّا كانت الصّلاة المسنونة فى شريعتنا عبادةً جامعةً لعبادات سائر الموجودات تكويناً ولعبادات الملائكة ولعبادات مقامات الانسان وشؤنه كان ركوع الصّلاة صورة عبادة الملائكة الرّكّع وصورة عبادة الحيوان المنكوس الرّأس الى الارض، وصورة عبادة مقامه الّذى به اصلاح معاشه وتدبير دنياه بقوله تعالى: { وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ } بعد ذكر الصّلاة امر بالجماعات او بالاتّفاق مع المسلمين فى عبادتهم وخضوعهم او بموافقة اهل الدّنيا فى مرمّة المعاش يعنى لا ينبغى لكم ان يكون اقامة الصّلاة مانعةً عن مرمّة معاشكم بل ينبغى ان تكون مقتضيةً لمرمّة المعاش واصلاح الدّنيا بحيث تكونوا رجالاً لا تلهيكم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصّلاة.