خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ نَجَّيْنَٰكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ
٤٩
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم } اذكروا اذ نجّينا اسلافكم { مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } من سامه الامر كلّفه وقلّما يستعمل فى غير الشّرّ والمراد بسوء العذاب الاعمال الشّاقّة الخارجة عن الطّاقة كانوا يأمرونهم بنقل الطّين واللّبن على السلالم مع ان كانوا يقيّدونهم بالسّلاسل او قوله تعالى { يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ } بيانٌ لسوء العذاب كانوا يقتلون الذّكور من اولاد بنى اسرائيل طلباً لقتل من أخبر الكهنة والمنجّمون بأنّ خراب ملك فرعون بيدهم وجعل الله رغم أنفه تربية موسى بيده { وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ } يستبقون بناتكم للاسترقاق بقرينة المقابلة لذبح الابناء او يفتّشون حياء نسائكم يعنى فروجهنّ لتجسّس العيب كالاماء او لتجسّس الحمل، وروى انّه ربّما كان يخفّف العذاب عنهم ويسلم ابناؤهم من الذّبح وينشؤن فى محلٍّ غامضٍ ويسلم نساؤهم من الافتراش بما أوحى الله الى موسى (ع) من التّوسّل بالصّلاة على محمّد (ص) وآله (ع) الطّيّبين { وَفِي ذَلِكُمْ } الانجاء او سوم العذاب او المذكور من الانجاء وسوم سوء العذاب { بَلاۤءٌ } نعمة او نقمة او امتحان بالنّعمة والنقمة كليهما { مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } والمقصود تذكير بنى اسرائيل بالبلاء العظيم الّذى ابتلى به اسلافهم وتخفيفه بالصّلاة على محمّدٍ (ص) وآله (ع) الطّيّبين ليتنبّهوا انّ من كان التّوسّل بأسمائهم والصّلاة عليهم رافعاً لعذابهم ومورثاً لنجاتهم وبركاتهم فالتّوسّل بأشخاصهم (ع) كان اولى فى ذلك وتنبيه الامّة على شرافة محمّد (ص) وآله (ع).