خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ
٦٠
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَ } اذكروا { إِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ } لم يقل لكم بالخطاب كما أتى بخطاب الحاضرين من بنى اسرائيل فى السّابق واللاّحق تجديداً للاسلوب واشعاراً بأنّ استسقاء موسى كان لبنى اسرائيل من حيث كونهم قومه وموافقين له متضرّعين اليه مستحقّين لطلب الرّحمة لهم وليس الحاضرون مثالاً لهم من هذه الجهة حتّى يخاطبوا من هذه الحيثيّة فانّهم لما عطشوا فى التّيه التجأوا الى موسى وتضرّعوا عليه واستسلموا لأمره فاستسقى لهم { فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ } وكان ذلك الحجر حجراً مخصوصاً فضربه بها داعياً بمحمّد (ص) وآله الطّيّبين (ع) نسب الى الباقر (ع) انّه قال نزلت ثلاثة احجار من الجنّة؛ مقام ابراهيم (ع)، وحجر بنى اسرائيل، والحجر الاسود. وعنه اذا خرج القائم من مكّة ينادى مناديه: الا لا يحملنّ أحدٌ طعاماً ولا شراباً وحمل معه حجر موسى بن عمران وهو وقر بعيرٍ ولا ينزل منزلاً الاّ انفجرت منه عيونٌ؛ فمن كان جائعاً شبع، ومن كان ظمأن روى، ورويت دوابّهم حتّى ينزلوا النّجف من ظهر الكوفة { فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ } من الاسباط الاثنى عشر من اولاد يعقوب { مَّشْرَبَهُمْ } ولا يزاحمون الآخرين فى مشربهم، وكأنّ مشرب كلٍّ كان معلوماً مميّزاً عن مشارب الآخرين قائلين لهم { كُلُواْ } من المنّ والسّلوى، او كانت العيون تنبع بما فيه غذاؤهم وشرابهم كما أشار اليه الخبر السّابق { وَٱشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } حال مؤكّدة فانّ العثو بمعنى الافساد.