خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ
٧٩
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَوَيْلٌ } تفريعٌ على قوله يسمعون كلام الله ثمّ يحرّفونه يعنى انّ الّذين يسمعون كلام الله ثمّ يحرّفونه يكتبون الكتاب بأيدى أنفسهم اى بأيدٍ منسوبةٍ الى أنفسهم لا الى الله ولا الى أمر الله فويلٌ { لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ } او تفريع على مجموع سماع كلام الله وتحريفه وعدم ادراك جهةٍ حقّانيّةٍ من الكتاب وانحصار ادراكهم فى الجهة الباطلة يعنى انّ الّذين لا يعلمون من الكتاب الاّ الجهة الموافقة لآمالهم لا يكتبون الكتاب على الصّحائف الجسمانيّة الاّ بأيديهم المسخّرة لانفسهم، او لا يكتبون الكتاب على صحائف أذهانهم الاّ بأيدٍ مسخّرةٍ لأنفسهم الامّارة بالسّوء لا بأيدٍ منسوبةٍ الى الله، او الى أمر الله فويلٌ للّذين يكتبون الكتاب بأيدى أنفسهم من دون مدخليّةٍ لله ولأمر الله فيه { ثُمَّ يَقُولُونَ } افتراءً ظاهراً { هَـٰذَا } المكتوب بأيدينا المسخّرة تحت الانفس المسخّرة للشّيطان { مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ } وليس من عند الله بل هو من عند الشّيطان فانّه جرى اوّلاً منه على الأنفس المحكومة له ثمّ منها على الأوهام ثمّ على الألسن او الأيدى فهو من عند الشّيطان وهم يفترون بان يقولوا: هذا من عند الله { لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً } من الاعراض الدّنيويّة والاعراض الاعتباريّة والاغراض النّفسانيّة من التّبسّط والجاه والتّحبّب وغيرها { فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ } من الالفاظ والنّقوش الملقاة من الشّيطان على صدورهم فانّها أسباب تمكّن الشّيطان منهم { وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } من الثّمن القليل فانّه أشدّ حرمة من كلّ حرامٍ لانّهم توسّلوا بآلات الدّين الى الاغراض النّفسانيّة وجعلوا آلة الدّين شركاً للدّنيا، وصاروا أضرّ على ضعفاء العقول والدّين من جيش يزيد على أصحاب الحسين (ع).