خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ
١٣٠
-طه

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَٱصْبِرْ } اى اذا كان عذابهم بسبب وعد الامهال وانقضاء الاجل مؤخّراً فاصبر { عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } فى دينك او فى الخداع بك او فى وصيّك وغصب حقّه ومنعه منه { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } قد مضى انّ المراد بالتّسبيح سواء عُلّق على الله او الرّبّ او اسم الرّبّ، وسواء عدّى بالّلام او بنفسه او اطلق، وسواء كان الّلام بعده للتّعليل او للتّقوية كان المراد تنزيه اللّطيفة الانسانيّة عن تشبّث التّعيّنات والتّعلّق بالكثرات وتلك اللّطيفة هى الرّبّ فى العالم الصّغير وهى اسم الرّبّ وبتنزيهها ينزّه الله عمّا لا ينبغى ان يعتقد فى حقّه، ولمّا كان تنزيه الله تعالى راجعاً الى سلب النّقائص الّتى هى حدود الوجود وهى راجعة الى سلب السّلوب كان تنزيهه عبارة عن سلب السّلوب، ليس الاّ سعة الوجود، وسعة الوجود راجعة الى سعة صفاته تعالى بحيث لا يشذّ وجود ولا صفة وجود من وجوده وصفاته وكان تسبيحه عين تحميده ولذلك قلّما يذكر تسبيح الاّ ومعه الحمد بلفظه او بمعناه وامره (ص) بالتّسبيح بسبب الحمد او بالاشتغال بحمده او متلبّساً بحمده لذلك يعنى نزّهه (ع) عن حدود الكثرات فى عين ملاحظة كمالات الكثرات له تعالى والاّ لم يكن تسبيحك تسبيحاً له بل كان تنقيصاً له { قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ } ان كان المراد بهذا التّسبيح التّسبيح الّذى كان فى ضمن الصّلوات كان المراد بالتّسبيح قبل طلوع الشّمس صلٰوة الفجر { وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } يعنى صلٰوة العصر { وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ } الآناء جمع الانى بكسر الهمزة وفتحها وجمع الانو بكسر الهمزة وسكون النّون فى الجميع بمعنى السّاعات يعنى صلٰوة المغرب والعشاء ونوافل اللّيل { فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ } صلٰوة الظّهر ونوافلها، وتسمية وقتها بالاطراف لكونه طرفى نصف النّهار، او المراد مطلق صلٰوة التّطوّع فى النّهار، وان كان المراد مطلق التّسبيح كان المراد استغراق الاوقات وذكر قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها للاهتمام بهذين الوقتين { لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } قرئ مبنيّاً للفاعل ومبنيّاً للمفعول.