{ فَأْتِيَاهُ } اى اذا كنت معكما اسمع وارى فأتياه من غير خوفٍ منه متّكلين على نصرتى { فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ } تثنية الرّسول ههنا وافراده فى الشّعراء للاشارة الى وحدة الرّسالة وتعدّد الرّسولين { فَأَرْسِلْ } اى اطلق من الاستعباد وارسل { مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } الى ما نشاء من البلاد، او ارسل من العذاب معنا بنى اسرائيل سواء كنّا فى مصر او فى غيرها { وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ } جواب سؤالٍ مقدّرٍ او مذكورٍ حين التّكلّم محذوفٍ حين الحكاية كأنّه قال: وهل لكما ما يدلّ على صدقكما؟- فقالا: قد جئنا بآيةٍ دالّة على صدقنا فى رسالتنا من ربّك، وتكرار ربّك للاشعار بانّه مربوب وليس بربٍّ كما ادّعاه، وهذا جزء مقول القول الّذى امرا به او كلام منهما والتّقدير فجاءا وقالا له ما قاله تعالى فقال: ما الدّليل؟- قالا: قد جئناك (الى آخر الآية) { وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } يعنى أظهرا دعواكما عنده وأظهرا انّ لكما آيةً على دعوتكما، ثمّ حيّياه بتحيّة المتاركة بنحو التّعريض بضلاله ودعائه الى اتّباع الهدى، او قولا له: السّلامة على من اتّبع الهدى، وعلى هذا فقوله { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } كان فى موضع تعليلٍ، وعلى الاوّل كان جواباً للسّؤال على حالهما فى رسالتهما، هذا اذا كان قوله: قد جئناك محكيّاً بالقول، واذا كان منهما حين الورود على فرعون كان قوله: والسّلام على من اتّبع الهدى (الى آخر الآية) من قولهما، وارتباطه بسابقه كان ظاهراً.