خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
٥٠
-طه

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَالَ } موسى (ع) لمّا خصّه بالنّداء اجاب هو عنه فقال { رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ } قرئ بسكون الّلام مفعولاً ثانياً لاعطى، او مفعولاً اوّلاً اى اعطى كلّ شيءٍ خلقه وايجاده او خلقه وصورته الّلائقة به، او اعطى كلّ شيءٍ نظيره فانّ كلّ شيءٍ من الحيوان له نظير من الذّكر او الانثى، وهكذا من النّبات والمعدن حتّى العناصر فانّ الارض نظيرها المرافق لها هو الماء مثلاً، وقرئ خلقه فعلاً ماضياً صفة لشيءٍ والمعنى اعطى كلّ شيءٍ من الاعيان الثّابتة والتّعيّنات الظّاهرة فى مقام علمه كلّ ما يحتاج اليه من الوجود ولوازمه من الكمالات الاوّليّة الّلائقة بحال كلّ والكمالات الثّانية ويكون قوله خلقه { ثُمَّ هَدَىٰ } بياناً وتفصيلاً لقوله اعطى كلّ شيءٍ، ومعنى خلقه اعطاه وجوده وكمالاته الاوّليّة، ثمّ هداه بالاراءة او الايصال الى الطّريق او الى المطلوب الى كمالاته الثّانويّة الاختياريّة فى المختارين، او الاضطراريّة فى المضطرّين، والتّعبير عن اعطاء الكمالات الثّانويّة بالهدى للاشعار بانّ الوصول الى الكمالات الثّانويّة غير محتوم بل قد يكون وقد لا يكون، وقد اجابه (ع) بجوابٍ لا يمكنه التّلبيس والتّمويه على الحاضرين فانّه اجابه بعموم الرّبوبيّة التّى لا يمكنه انكاره ولا نسبة مثله بالتّمويه الى نفسه كما قال نمرود: { { أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ } [البقرة: 258]؛ ولذلك بهت ولم يجر جواباً بالنّقض والحلّ، وانتقل الى سؤالٍ آخر.