خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ
٨٢
-طه

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ } عطف على كلوا بجعله فى جملة مقول القول المقدّر او على قد انجيناكم او حال من واحدة من الجمل السّابقة واجزائه يعنى قلنا قد انجيناكم وقلنا انّى لغفّار { لِّمَن تَابَ } على ايدى خلفائنا بالانزجار عن النّفس ومشتهياتها { وَآمَنَ } بالبيعة العامّة النّبويّة الّتى هى الاسلام { وَعَمِلَ صَالِحَاً } موافقاً لامر من باع على يده البيعة العامّة { ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } الى ولاية ولّى امره بالبيعة الخاصّة الولويّة والمعنى انّى لغفّار لمن تاب التّوبة الخاصّة الولويّة على يد ولىّ امره بالانزجار عن الوقوف على ظاهر الاحكام القالبيّة وطلب بواطنها وانموذج معانيها وآمن بالبيعة الخاصّة الولويّة وعمل صالحاً موافقاً لشروط بيعته ثم اهتدى الى ظهور الامام عجّل الله فرجه وبروز ملكوته على صدره ودخوله فى بيت قلبه، فانّه ما لم يظهر القائم عجّل الله فرجه لم يظهر المغفرة التّامّة، وورد فى اخبارٍ كثيرة بالفاظٍ مختلفةٍ ومتوافقةٍ انّ المراد الاهتداء الى الولاية، وانّه لا ينفع عمل بدون الولاية، وانّ العبد لو اجهد نفسه فى عبادة ربّه بين الرّكن والمقام حتّى يصير كالشّنّ البالى ما قبل الله منه او لأكبّه الله على منخريه فى النّار، وفى اخبارٍ كثيرةٍ انّ الاسلام بنى على خمسٍ واسناها واشرفها الولاية، وانّ الله فرض على خلقه خمساً فرخّص فى اربعٍ مشيراً الى الصّلٰوة والزّكٰوة والحجّ والصّوم ولم يرخّص فى واحدٍ مشيراً الى الولاية، وفى خبر عدّ انتظار القائم عجّل الله فرجه من اركان الدّين، والاخبار الدّالّة على انّ الاسلام غير الايمان وانّ الاسلام لا يتجاوز اثره عن الدّنيا وانّ منفعته حفظ الدّم والعرض وجواز التّناكح والتّوارث انّ الاجر على الايمان تدلّ على انّ ملاك الامر لامر الآخرة هو الولاية لا غير، وقوله تعالى: { وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ } [الحجرات:14]؛ يدلّ على انّ الايمان الّذى هو الولاية الّتى هى البيعة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة بها يدخل كيفيّة ممّن يبايع معه فى قلب البائع بها يصير البائع ابناً لمن بايع معه، وبها يستحقّ الكرامة عند الله، وبها لا يضرّه سيّئة ولو اتى بذنوب الثّقلين، وبها يستحيى الله ان يعذّبه ولو كان فاجراً، وبدونها لا يستحيى ان يعذّبه ولو كان فى اعماله بارّاً، وبها يرث منازل اهل النّار ويؤخذ طينته السّجّينيّة مع اعماله السّيّئة الّتى هى من لوازم الطّينة السّجّينيّة وتعطى لعدوّه ويؤخذ طينة عدوّه العلّيّينيّة مع اعماله الحسنة الّلازمة لطينته العلّيّينيّة وتعطى له، وبها يصدق عليه العوىّ والفاطمىّ والهاشمىّ والعالم والمتعلّم والعارف والمؤمن والعابد والمتّقى، وبها يسمّى وليّاً لله، وفى خبر ضلّ اصحاب الثّلاثة وتاهو اتيهاً عظيماً مشيراً الى التّوبة العامّة والبيعة العامّة الاسلاميّة والاعمال الصّالحة القالبيّة، والاخبار الدّالّة على انّ: من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتةً جاهليّةً، تدلّ على انّ البيعة العامّة بدون الاهتداء الى الولاية لا تنفعه فى الآخرة، وفى خبرٍ: من اصبح من هذه الامّة لا امام له من الله ظاهر عادل اصبح ضالاًّ تائهاً، وان مات على هذه الحالة مات ميتة كفرٍ ونفاقٍ، وهو ايضاً يدلّ على انّ الاسلام واحكامها لا يكفى فى النّجاة بدون الاهتداء الى الامام الظّاهر العادل والبيعة معه البيعة الخاصّة، والاخبار الدّالّة على انّ الحجّة لا تقوم على النّاس الاّ بامامٍ حىٍّ يعرف، تدلّ على لزوم الاهتداء الى الامام، والآيات الدّالّة على لزوم الكون مع الصّادقين ولزوم ابتغاء الوسيلة الى الله ولزوم الاقتداء وكون الرّسالة ليست الاّ الانذار والهداية للولاية والاخبار الدّالّة على انّ المعرفة والعبادة والعلم لا تكون الاّ بالائمّة (ع)، وانّ الولاية هى دليل المعرفة، وانّ الرّسالة واحكامها حجاب الله تدلّ على لزوم الاهتداء الى الامام (ع)، والاخبار الدّالّة على وجوب النّفر بعد وفاة الامام (ع) وانّ النّافرين فى عذرٍ ما داموا فى الطّلب، والمنتظرين فى عذرٍ ما داموا فى الانتظار تثبت المدّعى، والاخبار الدّالّة على منع التّفسير بالرّأى ومنع العمل بالرّأى ومنع الرّأى والقياس ترشد اليه.