خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ
١٠٦
وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
١٠٧
-الأنبياء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ فِي هَـٰذَا } الوعد بايراث الارض او فى هذا القرآن او فى هذا الزّبور او فى هذا المذكور من الوعيد والوعد { لَبَلاَغاً } اى كفاية او بلوغاً الى المقصود { لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } عطف او حال وفيه معنى الاستدراك فانّه توهّم من قوله لقومٍ عابدين اختصاص الكتاب والنّصح والمواعظ بالعابدين فاستدرك هذا التّوهّم وقال: ارسلناك رحمةً للعالمين فمن تعرّض لها اخذ نصيباً منها ومن اعرض عنها حرم منها، والعابد متعرّض لها وذكر فى الاخبار فى وجه كونه رحمةً للعالمين انّه (ص) بعث بالتّعريض لا بالتّصريح، وانّ قومه امهلوا ولم يتوعّدهم العذاب ولم يصرّح لهم بأمرٍ كانوا يخالفونه فيعذّبوا كولاية علىٍّ (ع) وانّه رفع المسخ والخسف من هذه الامّة، والتّحقيق انّ وجود خلفاء الله فى الارض رحمة من الله على اهل الارض وبركة ورفع لبلائهم لانّهم بفنائهم من انانيّاتهم وبقائهم بوجودٍ الهىٍّ اخروىٍّ صاروا عين الرّحمة الالهيّة، وكونهم فى الارض عبارة عن وجود تلك الرّحمة فى الارض على جملة موجودات الارض.