خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ
١٤
-الحج

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } كان الاوفق بالمقابلة ان يقول: ومن النّاس من يؤمن بالله ويعمل الصّالحات لكنّه عدل الى هذه العبارة لافادة هذا المعنى وجزائهم بعبارةٍ واحدةٍ ولتشريفهم بالابتداء بجزائهم وبعدم جعلهم قريناً ومقابلاً لغيرهم من الاصناف الماضية كأنّهم اشرف من ان يذكروا مقابلين لهم والمراد بالايمان الايمان العامّ الّذى هو بمعنى الاسلام الّذى لا يحصل الاّ بالبيعة العامّة النّبويّة وقبول الدّعوة الظّاهرة فيكون العمل الصّالح اشارة الى البيعة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة والايمان الخاصّ الّذى لا يحصل الاّ بالبيعة الخاصّة، او المراد به الايمان الخاصّ فيكون العمل الصّالح اشارة الى العلم بما اخذ عليه فى بيعته فانّ الله يدخل الّذين آمنوا بالبيعة على يد علىٍّ (ع) ودخول الايمان فى قلبه وامتيازه عن غيره بحصول فعليّة الولاية فى وجوده { جَنَاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } قد مرّ مراراً بيان كيفيّة جريان الانهار من تحت الجنّات { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } لا مانع له من مراده وقد مرّ هذه الآية مع تفصيلٍ تامٍّ فى بيانها عند قوله تعالى: { { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } [البقرة:253].