خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ
٤٦
-الحج

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَ } يتثبّطون عن المشي بالارجل او عن السّير بالانظار { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ } بأرجلهم او بأنظارهم { فِي ٱلأَرْضِ } اى ارض العالم الكبير، او الصّغير او ارض القرآن و الاخبار، او ارض السّير واحوال الماضين فينظروا الى احوال الماضين محسنيهم ومسيئيهم فيكون ذلك النّظر مورثاً لتفكّرهم وحصول العقول لهم { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } يعنى فيحصل لهم مقام التّحقيق او مقام التّقليد والانقياد فان كلاًّ منهما كمال تامّ للانسان { فَإِنَّهَا } الضّمير للقصّة او مبهم يفسّره الابصار { لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ } الّتى فى الرّؤس بترك السّير والنّظر { وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ } او لا تعمى الابصار ان عميت لانّ لها كوّة الى الدّنيا وكوّة الى الآخرة، واذا عميت منها الكوّة الّتى الى الدّنيا وليس المقصود ابصارها بل المقصود ابصار الكوّة الّتى الى الآخرة ولكن تعمى القلوب ان عميت يعنى تعمى الكوّة الّتى الى الآخرة ان عميت القلوب، فى خبرٍ عن السّجّاد (ع): انّ للعبد اربع اعينٍ عينان يبصر بهما دينه ودنياه، وعينان يبصر بهما امر آخرته؛ فاذا أراد الله بعبدٍ خيراً فتح له العينين اللّتين فى قلبه فأبصر بهما الغيب وامر آخرته، واذا أراد الله به غير ذلك ترك القلب بما فيه، وعن الصّادق (ع): انّما شيعتنا اصحاب الاربعة الاعين؛ عينان فى الرّأس وعينان فى القلب، الا وانّ الخلائق كلّهم كذلك الاّ انّ الله عزّوجلّ فتح ابصاركم واعمى أبصارهم، وعن الباقر (ع): انّما العمى عمى القلب ثمّ تلا الآية { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ }.