خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ
٧١
-الحج

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَيَعْبُدُونَ } عطف على جملة ان جادلوك كأنّه قال: ويجادلونك ويعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } ظرف لغو متعلّق بيعبدون، ولفظة من ابتدائيّة اى يعبدون من دون اذن الله او حال من قوله { مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } ولفظة الباء سببيّة، او بمعنى مع، او بمعنى فى، والسّلطان بمعنى الحجّة والبرهان، او بمعنى الاستقلال والسّلطنة، والقيد تقييد لا بيان يعنى يعبدون عبادة اعمّ من عبادة عبوديّة وعبادة طاعةٍ معبوداً ومطاعاً لم ينزل معه برهاناً على جواز طاعته او عبادته من الاصنام والكواكب والعناصر والمواليد من النّبات والحيوان والانسان يعنى انّهم ان عبدوا ما كان معه حجّة الهيّة واذن الهىّ فى معبوديّته ومطاعيّته لم يكونوا مذمومين، نسب الى موسى بن جعفر (ع) انّه قال: لمّا نزلت هذه الآية لكلّ امّةٍ جعلنا منسكاً جمعهم رسول الله (ص) ثمّ قال: يا معشر الانصار والمهاجرين انّ الله تعالى يقول: لكلّ امّةٍ جعلنا منسكاً هم ناسكوه والمنسك هو الامام، ولكلّ امّةٍ نبيّها حتّى يدركه نبّى الا وانّ لزوم الامام وطاعته هو الدّين وهو المنسك، وعلىّ بن ابى طالبٍ (ع) امامكم بعدى فانّى ادعوكم الى هداه فانّه على هدًى مستقيمٍ فقام القوم يتعجّبون من ذلك ويقولون واذن لننازعنّ ولا نرضى طاعته ابداً وكان رسول الله (ص) يضيق به فأنزل الله عزّ وجلّ { { ٱدْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ } [النحل:125] (الى آخر الآيات) وعلى هذا فليفسّر الآيات هكذا لكلّ امّةٍ جعلنا اماماً هم مقتدون به وجعلنا لامّتك عليّاً (ع) اماماً يقتدون به فلا ينازعنّك فى امر امامته وادع الى ربّك فى الولاية انّك لعلى هدىً مستقيم فى ولاية علىّ (ع) واستخلافه وان جادلوك فى ولاية علىّ (ع) فلا تجادل معهم وقل: الله اعلم بما تعملون بعدى فى حقّ علىّ (ع) الله يحكم بينكم اى بين علىّ (ع) واتباعه وبينكم فيما كنتم فيه من امر الولاية تختلفون، ويعبدون بعد وفاتك عبادة طاعةٍ من دون اذن الله تعالى خليفة لم ينزّل الله على خلافته حجّة او لم يجعل فى وجوده سلطنةً على غيره { وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ } اى خليفة ليس لهم به من جهة خلافته ومطاعيّته { عِلْمٌ } يعنى انّ المطاع لا بدّ وان يكون مأذوناً من الله وان يحصل للمطيع علم بكونه مأذوناً من الله فمن اطاع مطاعاً علم انّه لم يكن مأذوناً من الله او مطاعاً لم يعلم انّه مأذون او غير مأذون كان مشركاً وظالماً، لانّه وضع طاعته الّتى هى اعظم الحقوق فى غير موضعها الّذى هو من لم يكن مأذوناً من الله او لم يُعلم مأذونيّته ومنعها عن ذيحقّه الّذى هو الامام المأذون من الله { وَمَا لِلظَّالِمِينَ } الّذين وضعوا طاعتهم غير موضعها { مِن نَّصِيرٍ } فى امر الآخرة فانّ النّصير هو الامام او من نصبه الامام للنّصرة.