خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ
٢٠
-المؤمنون

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَشَجَرَةً } قرئ بالنّصب عطفاً على جنّات وبالرّفع خبر مبتدءٍ محذوفٍ اى من المنشآت شجرة، او مبتدء خبره تنبت بالدّهن { تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ } قرئ بفتح السّين والمدّ وبكسر السّين والمدّ والقصر، والطّور الجبل او فناء الدّار والمراد به الجبل الّذى ناجى موسى ربّه فيه، وسيناء اسم الموضع الّذى به هذا الجبل، اواسم حجارة مخصوصة فى ذلك الموضع، وقيل: المراد بالسّيناء الجبل المشجّر يعنى الكثير الشّجر، وقيل: المراد الجبل الحسن، وقيل: السّيناء بمعنى البركة، ومعنى طور سيناء جبل البركة وهو ما بين مصر وايلة، وقيل: طور سيناء جبل بالشّام، وفى اخبارنا اشارة الى انّ طور سيناء نجف الكوفة، وانّه الموضع الّذى فيه مشهد امير المؤمنين (ع) فعن الباقر (ع) انّه كان فى وصيّة امير المؤمنين (ع) ان اخرجونى الى الظّهر فاذا تصوّبت اقدامكم واستقبلتكم ريحٌ فادفنونى فهو اوّل طور سيناء، وعن الصّادق (ع): الغرّى قطعة من الجبل الّذى كلّم الله عليه موسى (ع) تكليماً، وقدّس عليه عيسى (ع) تقديساً، واتّخذ عليه ابراهيم (ع) خليلاً، واتّخذ محمّداً (ص) حبيباً، وجعله للنّبيّين مسكناً، فوالله ما سكن بعد ابويه الطّيّبين آدم ونوح (ع) اكرم من امير المؤمنين (ع)، والمراد بالشّجرة الّتى تخرج من طور سيناء شجرة الزّيتون وخصّها بالذّكر لانّها كثيرة النّفع للعرب فانّها { تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ } قرئ من الثّلاثىّ المجرّد وحينئذٍ يكون الباء للتّعدية او للمصاحبة، وقرئ تُنبت من الانبات بمعنى النّبت او متعدّياً، ويكون المفعول محذوفاً اى تنبت الثّمر بالدّهن { وَصِبْغٍ } اى ادام فانّ ثمرها ادام { لِّلآكِلِيِنَ } قيل: المراد شجرة الزّيتون وهو مثل رسول الله (ص) وامير المؤمنين (ع) فالطّور الجبل والسّيناء الشّجرة.