خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ
٥٢
-المؤمنون

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ } اى دينكم او جماعتكم الآمّون لكم المؤتمّون بكم وسوق العبارة يقتضى ان يقال: هذه اممكم لكنّه تعالى لمّا جمع فى حكاية الخطاب او جمعهم فى اصل الخطاب فى العوالم العالية جمع الامم ايضاً فى لفظ الامّة فانّه يطلق على الواحد والكثير، وقرئ انّ مفتوحة الهمزة مشدّدةً ومخفّفةً بالعطف على ما تعملون او بتقدير الّلام لتعليل قوله { فَٱتَّقُونِ }، وقرئ انّ مكسورة الهمزة بالعطف على انّى بما تعملون عليمٌ { أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ } والمقصود من الآية انّا ارسلنا الرّسل وبعد ما بلّغوا واجاب لهم اممهم ووقعوا بيننا وبين عبادنا وصاروا ذوى اضافتين اضافة الينا واضافة الى عبادنا قلنا لهم: يا ايّها الرّسل انتم ائمّة لعبادنا فاعملوا الاعمال القالبيّة المرضيّة للنّفوس ولنا حتّى يتأسّى بكم اممكم ولا ينزجروا منكم ولا ينفروا عنكم وعن دينكم، واعملوا الاعمال القلبيّة الّتى بها توجّهكم الينا واستفاضتكم منّا حتّى يتمّ تربيتكم لعبادنا بحسب الظّاهر والباطن، لانّى بما تعملون من الاعمال القالبيّة والقلبيّة عليمٌ، ولانّ هذه امّتكم فليكن المنظور من اعمالكم صلاح حالهم وانا ربّكم الّذى افيض عليكم ما به قوامكم وما به صلاحكم وصلاح اممكم فاتّقون فى عدم مراقبة حال الامم وعدم التّوجّه الىّ لاخذ ما به صلاح الامم.