خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
٨
-المؤمنون

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

الامانات كما فى سورة النّساء وسيأتى فى سورة الاحزاب عبارة عن كلّ ما استُودع عند انسانٍ ليكون محفوظاً سالماً نامياً لصاحبه، واذا طالبه صاحبه سلّمه له، وتصدق على الامانات الصّوريّة الّتى يستودعها بعض النّاس عند بعض وعلى الامانات الّتى استودعها الله عند عباده وامائه تكويناً من الامانة الاصليّة الّتى هى اللّطيفة السّيّارة الانسانيّة الّتى عرضها الله على السّماوات والارض والجبال فأبين من حملها وحملها الانسان ومن سائر ما انعم الله به على عباده من الاعضاء والجوارح والقوى والمدارك والعلوم والمناسك التّكوينيّة، ومن الامانات الّتى استودعها الله عند عباده بتوسّط خلفائه ومظاهره من الاحكام القالبيّة النّبويّة، والقلبيّة الولويّة، والاذكار الجليّة والخفيّة، وودائع الوصاية الّتى استودعها كلّ امام لامام آخر والمراد بالعهد كما سبق مكرّراً هو البيعة العامّة والخاصّة فانّ العهد المنظور اليه والمسؤل عنه هو الميثاق الّذى يحصل بين الانسان وبين الله بتوسّط مظاهره بالبيعة على ايديهم وسائر العهود والعقود مثل النّذور والعهود وسائر العقود الواقعة بين العباد مقصودة تبعاً، ومراعاة الامانة بان لا يقصّر فى حفظها وانمائها ان كانت صاحبة نماء وبتحمّل ما تحتاج اليه من المأكول والمشروب او المخزن واغلاق الباب والنّقل من مكانٍ الى مكانٍ ان كانت ممّا تحتاج الى ذلك، ومراعاة العهد بان لا يتركه ولا يترك شروطه ولا ينقصه.