خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ
١٢
لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ
١٣
-النور

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً } عدل عن الخطاب الى الغيبة اشعاراً بانّ الايمان يقتضى ظنّ الخير بالمؤمن فانّ الايمان الّذى بمعنى الاسلام يقتضى التّسليم وعدم الاستبداد بالرّأى وعدم التّفوّه بما يقتضيه الهوى وظنّ التّسليم والانقياد بالمؤمنين ومع ظنّ التّسليم بالمؤمن لا يبقى ظنّ اتّباع الهوى والفاحشة به، وقدّم الظّرف لانّ المقصود التّوبيخ على عدم ظنّ الخير حين سماع الافك والتّحضيض على ظنّ الخير حينئذٍ والاّ ففى غير زمان الافك يكون ظنّ الخير مسلّماً مفروغاً عنه، والمراد من المؤمنين والمؤمنات صفوان وعائشة او مارية وجريح، او المراد جملة المؤمنين والمراد من انفسهم من ذكر لكنّه ادّاهم بقوله بأنفسهم للاشعار بانّ المؤمنين ينبغى ان يكون كلّ بمنزلة نفس الآخر { وَقَالُواْ } عطف على ظنّ المؤمنين { هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } وهذا من جملة مقول القول او ابتداء كلام من الله واشارة الى انّ المدّعى اذا لم يكن عليه البيّنة المعتبرة فيه مكذّب عند الله ويترتّب عليه حكم الكذب.