خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
٣٨
-النور

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } الّلام اشارة الى العاقبة او الى العلّة الغائيّة وعلّة لقوله تعالى: { يَهْدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ } او لـ { يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ } او لاذن الله او لترفع او ليذكر فيها اسمه، او ليسبّح او لقوله لا تلهيهم او لذكر الله واقام الصّلٰوة او ليخافون او لتتقلّب فيه القلوب، او للكلّ على سبيل التّنازع، والجزاء باحسن ما عملوا امّا بان لا يجزى غيره سواء كان حسناً او قبيحاً، او بان يجزى جميع الاعمال حسنها وأحسنها وقبيحها بجزاء احسنها، وهذا هو المراد، وقد مضى فى سورة التّوبة فى نظير الآية بيان لوجه جزاء جملة الاعمال بجزاء احسنها { وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ } من غير نظرٍ الى عمله واستحقاقه { وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } عطف او حال فى معنى التّعليل او عطف فيه معنى الاضراب والتّرقّى فانّ الظّاهر من الزّيادة على قدر جزاء العمل ان تكون بقدر وحساب فأضرب عنه وقال بل يرزقهم بغير حسابٍ وانّما قال الله يرزق من يشاء بغير حسابٍ لافادة هذا المعنى والتّعليل عليه فكأنّه قال: بل الله يرزقهم بغير حسابٍ لانّهم يشاؤهم الله والله يرزق من يشاء بغير حساب.