خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً
٢١
يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً
٢٢
-الفرقان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } اى لقاء حسابنا وثوابنا او لقاء مظاهرنا، وعدم رجاء اللّقاء امّا بعدم الاعتقاد به او بعدم الالتفات والتّوجّه اليه وعدم الطّلب له كحال اكثر المعتقدين للآخرة { لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ } لرسالة الرّبّ فانّ الملك اولى بالرّسالة من الله من البشر او لتصديق محمّد (ص) فى رسالته، او المعنى ان كان ينزل الملك على محمّد (ص) فلولا انزل علينا الملائكة فانّا ان لم نكن اولى بنزول الملك منه فلسنا بادون منه { أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا } فيخبرنا بنفسه بتكاليفنا او يخبرنا انّ محمّداً (ص) رسول منّى، او ان كان لنا ربّ يرسل رسولاً الينا فلم لا يظهر علينا حتّى نريه؟ { لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ } عند أنفسهم { وَعَتَوْا } تجاوزوا الحدّ فى الاستكبار { عُتُوّاً كَبِيراً يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ } يعنى انّهم استدعوا نزول الملائكة وهم مجرمون متدنّسون بدنس المادّة والملائكة مجرّدون عن المادّة مطهّرون عن دنسها ولا يظهر المجرّد على المادّىّ الاّ هلك واذا هلك المادّىّ الغير المطهّر من ادناسها لم يكن له بشرى بل كان له العذاب، ووضع المجرمين موضع المضمر ليكون كالعلّة للحكم { وَيَقُولُونَ } اى الملائكة { حِجْراً مَّحْجُوراً } حراماً محرّماً يعنى البشرى او الجنّة او رؤية الرّبّ او التّعوّذ فانّه لا معاذ لكم او يقول المجرمون ذلك.