خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً
٢
وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَـاةً وَلاَ نُشُوراً
٣
-الفرقان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } قد تكرّر فيما سلف انّ الّلام فى مثله يدخل على المبدء والغاية والمالك، ولمّا كان المقصود ذمّ من اتّخذ من دون الله الهاً ومن انكر الرّسول (ص) وكتابه وصف نفسه اوّلاً بكثرة الخيرات ثمّ بانزال الكتاب على محمّد (ص) ليكون كالبرهان على ذمّ من أنكرهما ثمّ وصف نفسه بخالقيّة ملك السّماوات والارض ليكون ردّاً على من زعم انّ للشّيطان ملكاً وهو منعزل عن الله ومقابلٌ ومعاندٌ له { وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً } وهذا ردّ على من زعم انّ عيسى (ع) او عزيراً ابن الله، وعلى من قال: نحن ابناء الله { وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ } وهو ردّ على من زعم انّ الاصنام او الكواكب او اهريمن شريك له فى الملك { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } ردّ على من قال بقدم الكواكب او الظّلمة او اهريمن { فَقَدَّرَهُ } اى قدّر ذاته واحواله وارزاقه وامد بقائه ووقته ومكانه واجله { تَقْدِيراً وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ } اى من دون هذا الّذى ذكر بالاوصاف المذكورة { آلِهَةً } لا يوصفون بشيءٍ من الاوصاف المذكورة بل يوصفون بأضدادها فانّهم { لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } فضلاً عن ان يكونوا مالكين للسّماوات والارض { وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَـاةً وَلاَ نُشُوراً } يعنى لا يملكون المنسوبات الاختياريّة ولا المنسوبات الغير الاختياريّة.