خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً
٣٤
-الفرقان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ } بدل أو صفة من الّذين كفروا واظهار لذمٍّ آخر وفضيحة اخرى او مبتدء خبره الجملة الآتية او خبر لمحذوفٍ اى هم الّذين يحشرون { عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } يعنى ماشين على وجوههم كما يمشى المستقيم القامة على قدميه او مقبلين على وجوههم { إِلَىٰ جَهَنَّمَ }.
اعلم، انّ الانسان كما خلق ببدنه مستقيم القامة رأسه فى اعلى بدنه ورجلاه على الارض يمشى الى حاجاته البدنيّة برجليه خلقه بروحه كذلك رأسه المعنوىّ فى اعلى وجوده ورجلاه المعنويّتان فى اسفل وما بقى على فطرته الانسانيّة كان حاله الباطنيّة على هذا المنوال، واذا ارتدّ عن فطرته صار رأسه ووجهه الباطنيّان منكوسين من اعلى وجوده الى اواسطه ويتدرّج فى الانحطاط والتّوجّه الى ان وصل رأسه الى مقام رجله وانقلب رجله الى مقام رأسه، ولمّا كان صورته الاخرويّة وبدنه الملكوتىّ تابعة لنفسه بحيث لا يكون نفسه بحال الاّ ويصير بدنه بتلك الحال كان بدنه الاخروىّ منكوساً بحيث يكون مشيه على وجهه ورجلاه من اعلاه،
"روى انّ رجلاً قال: يا نبىّ الله (ص) كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟- قال: انّ الّذى أمشاه على رجليه قادر على ان يمشيه على وجهه يوم القيامة" ، وهذا معنى التّناسخ الملكوتىّ وقد يتقوّى ذلك بحيث يسرى اثره الى بدنه الملكىّ فيصير ممسوخاً { أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً } قال كفّار مكّة لمحمّدٍ (ص) واصحابه: هم شرّ خلق الله فنزل الآية يعنى ان زعموا انّ محمّداً (ص) واصحابه شرّ خلق الله فهم حين يسحبون الى النّار كانوا شرّاً منهم او فى هذه الدّنيا كانوا شرّاً منهم واضلّ سبيلاً منهم.