خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً
٥٨
-الفرقان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَتَوَكَّلْ } واعتمد { عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ } اى على الحىّ بالذّات فانّ من يموت يكون حيوته عرضيّة يعنى لا تر الافعال من غير الله بل كن فانياً من نسبة الافعال الى غيره وانظر الى علمه تعالى وقدرته وارادته بالذّات فانّ الحيٰوة يستلزمها واذا كانت ذاتيّة كانت تلك ايضاً ذاتيّة واعلم، انّها فى غير الله بتوسّطه حتّى تعتمد عليه وتكل امورك اليه ولا تنظر الى فعل وارادة وقدرة من غيره فانّ مقام التّوكّل لا يحصل للسّالك الاّ بالفناء من فعله والنّظر الى سريان قدرته وارادته وفعله فى الجميع { وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ } اى نزّهه عن جميع ما لا يليق به بسبب حمده الّذى هو سعة وجوده فانّ تسبيحه لا يكون الاّ تحميده كما مضى فى اوّل الفاتحة انّ تسبيحه عبارة عن سلب النّقائص والحدود عنه، وسلب الحدود ليس الاّ سلب السّلب الرّاجع الى سعة الوجود، والمراد بالتّسبيح منه (ص) ليس الاّ التّسبيح الفعلىّ الّذى هو خروجه عن جميع الحدود وفناؤه عن افعاله وصفاته وذاته يعنى لا تنظر الى حدودك وحدود غيرك وذنوبهم فانّ الله يقلّبهم فى الحدود والذّنوب ويجازيهم على ما يستحقّونه { وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً } لا حاجة له الى نظرك اليهم.