خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً
٦٦
وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً
٦٧
-الفرقان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ } يعنى انّ عباد الرّحمن علامتهم التّوجّه الى الكثرات والعدالة بينها بان ينظروا الى ما لهم من الاموال الدّنيويّة العرضيّة والقوى والحشمة والاعضاء والمدارك وينفقوا ما حقّه ان ينفق منها ويمسكوا ما حقّه ان يمسك، ويعطوا من حقّه ان يعطى، ويمنعوا من حقّه ان يُمنع، فانّ التّقييد بعدم الاسراف والاقتار يفيد هذا المعنى لانّ الاعطاء لغير المستحقّ اسراف وان كان من فضول المال ومنع المستحقّ اقتار وان كان من اصل المال، ومن هذه العلامة يستفاد وجه اضافة العباد الى الرّحمن دون سائر الاسماء فانّه تعالى برحمته الرّحمانيّة يعطى كلاًّ بقدر استعداده { وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } عدلاً او معتدلاً او وسطاً.