خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ
٨٢
-الشعراء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ } عدل عن ارجو للاشعار بانّه غير ناظر فيه الى سبب وعمل وتهيّة حصول للمغفرة من قبله فانّ المتبادر من الرّجاء ان يكون الطّمع مسبوقاً باسباب وصول المطموع ومن الطّمع ان يكون الرّجاء غير مسبوق بحصول سبب وصوله { أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ } يوم الجزاء، ولمّا كان الرّاجع الى الكثرات بعد الفناء فى الله شأنه ان يكون متوسّطاً بين الافراط والتّفريط فى النّظر الى الله وفى النّظر الى الكثرات بحيث لا يغلب رؤية الكثرة على رؤية الوحدة ولا رؤية الوحدة على رؤية الكثرة، وكان خطاءه فى الخروج عن التّوسّط والميل الى احدهما صحّ من الانبياء (ع) نسبة الخطاء الى انفسهم والتّضرّع على الله وسؤال المغفرة منه والاستعاذة من عذابه واظهار الخوف منه فلا حاجة فى الآية الى تجشّم توجيه وتأويل لتصحيح نسبة ابراهيم (ع) الخطاء الى نفسه، ولمّا كان المحبّ حين ذكر اوصاف المحبوب وتصوّر شمائله يشتدّ لوعته ويزداد حرقته وتصوّره له بحيث يكاد يتمثّل او يتمثّل المحبوب عنده التفت (ع) من الغيبة الى الحضور فناداه وخاطبه واستدعى منه فقال { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً... }.