خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
٤٩
وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
٥٠
-النمل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ } امر ومقول للقول او ماض وبدل من قالوا او حال من فاعله والمعنى تحالفوا بالله لئلاّ يتخلّف بعض { لَنُبَيِّتَنَّهُ } اى لندخلنّ عليه فى اللّيل لقتله { وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ } اى ولىّ دمه قرئ الفعلان بالنّون وفتح الآخر وبالتّاء وضمّ الآخر { مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ } هلاكهم او وقت هلاكهم او مكان هلاكهم يعنى ما علمناه فكيف بتولّينا وانّما قالوا مهلك اهله ولم يقولوا مهلكه اشعاراً بانّ مهلكه اصعب من مهلك اهله ومن لم يشهد مهلك اهله لم يشهد مهلكه بالطّريق الاولى، او ورّوا بذلك وكان مقصودهم ما شهدنا مهلك اهله فقط بل مهلكه ومهلك اهله ولذا قالوا { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً } تسمية فعل الله بالمكر امّا من باب صنعة المشاكلة او للتّشبيه بمكر العباد والاّ فالماكر لعجزه عن اعلان الاساءة يخفى الاساءة ويظهر ارادة الاحسان ليقدر على انفاذ اساءته والحقّ تعالى شأنه ليس عاجزاً عن انفاذ مراده حتّى يخفيه لعجزه { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } باساءتنا المختفية.