خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
٧
فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٨
-النمل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِذْ قَالَ مُوسَىٰ } ظرف لعليم او حكيم، ويكون تقييد علمه تعالى او حكمته مع اطلاقهما فى حقّه تعالى للاشعار بانّ ما وقع لموسى (ع) وما وقع منه لم يكن الاّ بعلمه وحكمته وكان مشتملاً على دقائق الغايات ودقائق الاعتبارات فيكون فى الحقيقة تقييداً لما وقع له ومنه (ع) وبعلمه تعالى وحكمته، او متعلّق بقوله لتلقّى القرآن والمعنى حالك انّك تمكّنت فى الحضور عند ربّك وترفّعت عن جميع المقامات والشّهودات اذ كان موسى (ع) مشاهداً لبعض آياته ومضطرباً فى مشاهداته نظير: كنت نبيّاً وآدم بين الماء والطّين { لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ } قرئ بشهابٍ قبسٍ بطريق التّوصيف وبطريق الاضافة والشّهاب الشّعلة من النّار واختلاف الكلمات فى الحكايات المكرّرة امّا للاشارة الى انّها منقولة بحسب المعنى والمنقول بحسب المعنى يؤدّى بألفاظٍ مختلفةٍ مترادفةٍ او متوافقة فى اداء المقصود، او للاشارة الى انّ السّؤالات واجوبتها كانت كثيرةً وكلّما ذكر حكايةً منها يذكر بعضها { لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلِونَ فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } لمّا قال من فى النّار ومن حول النّار وتوهّم منه انّه محاط قال تعالى: سبحان الله من ان يكون محاطاً لانّه ربّ العالمين وربّ العالمين لا يكون محاطاً لشيءٍ من مربوباته.