خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ
٧٨
-القصص

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَالَ } استنكافاً عن قبول قولهم واعجاباً بنفسه { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } يعنى اورده الله على علم وكمال عندى فلم لا افرح به وابذله على من لم يكن له هذا الكمال؟! او المعنى اوتيته حال كونى مشتملاً على علم خاصّ بى وهو العلم بوجوه المكاسب وتحصيل الارباح، أو حال كونى مشتملاً على علم خاصّ بى هو علم الكيميا كما قيل، وقيل: انّ موسى (ع) علّم قارون شيئاً من الكيميا وعلم ابنه شيئاً وعلّم يوشع (ع) شيئاً فخدعهما قارون وتعلّم منهما ما علّمهما موسى (ع) من ذلك { أَوَلَمْ يَعْلَمْ } تعريض بالامّة وبطرهم واعتمادهم على الحيٰوة الدّنيا ومتاعها يعنى الم يعلم انّ حيٰوته ووجوده ليس باختياره فكيف باعراضه الدّنيويّة الّتى لا نسبة بينه وبينها الاّ محض الاعتبار الّذى اعتبره العرف او الشّرع، والم يعلم { أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً } للمال والاولاد والقوى والخدم والحشم { وَ } لكن { لاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } يعنى انّ الله اذا اراد ان يذنب العبد بسبب سوء استحقاقه اعماه عمّا يبصر قبح ذنبه وسوء عاقبته فى الذّنب فلا يسأل عن سبب ذنبه لانّ الله اوقعه عليه بسبب سوء استعداده الّذى لا يعلم هو به، او المعنى لا يسأل المجرمون عن ذنوبهم حتّى يعتذروا عنها ويجيبوا مثل قوله تعالى: { { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ } [الرحمن:39] او المعنى لا يسأل المجرمون الماضون عن ذنوب هؤلاء الحاضرين كما قيل، ولمّا كان الاعراض الدّنيويّة لارباب النّفوس واهويتها مورثة للاستكبار والاعجاب بالنّفس وتحقير العباد صار قارون المبتلا باهوية النّفس معجباً بنفسه متكبّراً على غيره.