خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
٦٤
-العنكبوت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ } الجملة حاليّة او معطوفة باعتبار المعنى كأنّه قال: انّه هيّأ اسباب الحيٰوة الدّنيا الدّانية الّتى حٰيوة جميع احيائها مشوبة بالممات، ووجودها مشوب بالاعدام، وجدّها لهو او لعب ولم يتركها بدون تهيّة اسباب الوجود والبقاء والتّعيّش باعتراف المقرّ والمنكر فكيف بالحيٰوة الآخرة الّتى حيٰوة جميع اجزائها عين ذواتهم، ووجودها خالص من شوب النّقص ولذّاتها مبرّأة من شوب الالم فانّ الحيٰوة الدّنيا حيٰوة بالعرض { وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ } بجميع اجزائها { لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ } محصوراً فيها الحيٰوة او المعنى انّهم مهتمّون بامر الحيٰوة الدّنيا الّتى يرون انّها كلعب الاطفال غير باقية وغير مترتّب عليها فائدة وانّ الدّار الآخرة لهى الحيوان { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } لامتنعوا من الاهتمام بامر الحيٰوة الدّنيا ولكانوا مهتمّين بامر الحيٰوة الآخرة او لفظ لو للتّمنّى وقد مضى الفرق بين اللّهو واللّعب وانّ الاوّل ما لا يكون له غاية لا عقلانيّة ولا خياليّة، والثّانى ما لا يكون له غاية عقلانيّة ويكون له غاية خياليّة وان كان الاوّل ايضاً لا يخلو عن غايةٍ خفيّةٍ.