خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ
٦٧
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ
٦٨
-العنكبوت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَ } يكفر اهل مكّة بنعمه ويشركون به { وَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً } اى لهم فانّ الحرم قديماً وحديثاً كان بالمواضعة آمناً اهله من الصّدمات الواردة على سائر البلاد وسائر العرب وكان آمناً بمشيّة الله من تعرّض المتعرّضين له مثل تعرّض ملك اليمن لخرابه { وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } بالقتل والاسر { أَ } اهواءهم يتّبعون { فَبِٱلْبَاطِلِ } الّذى هو اهواءهم اوّلاً، والشّياطين ثانياً، والاصنام والكواكب او شركاء الولاية ثالثاً { يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ } الّتى هى جعل الحرم آمناً لهم او جملة نعم الله او الولاية الّتى هى اصل كلّ النّعم { يَكْفُرُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } مفعول به لافترى اذا كان على التّجريد، او مفعول مطلق من غير لفظ الفعل وهذه العبارة تستعمل فى اظلميّة المفترى وان كانت بمفهومها اللّغوىّ اعمّ منه، والافتراء على الله اعمّ من ان يجعل مالم يأذن به شريكاً له او يفتى او يقضى بين النّاس او يؤمّ النّاس به او يترأسّ من غير اذنٍ واجازة من الله وخلفائه، فانّ الاجازة من الله او خلفائه تجعل وجود المجاز كالانفحة الّتى فى كلّ لبن وصل اليها كيفيّة بها تنعقد وتصير جبّناً وبدون الاجازة لا يؤثّر ملاقاة العالم ولا قوله ولا البيعة معه بل يكون العالم اضرّ على ضعفاء العقول من جيش يزيد لعنه الله على اصحاب الحسين (ع) لانّ ملاقاة العالم حينئذٍ والبيعة معه يبطل استعداد الملاقى فى الاغلب، ومن هذا يعلم حال من يقول: لا حاجة لى الى الاجازة بل النّاس محتاجون الى اجازتى { أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ } اى الامر الثّابت او الولاية فانّها الحقّ حقيقة وسائر الاشياء حقّيّتها لا تكون الاّ بها { لَمَّا جَآءَهُ } من نبىّ وقته (ع) نبصبه وتعيينه لولىّ الامر { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ } جواب لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ما حال المفترى والمكذّب واين يكون مقامه؟- فقال: حاله انّه كافر فانّه ما لم يستر الحقّ ووجهته لا يمكنه الافتراء والتّكذيب، وكلّ كافرٍ مثواه جهنّم، لكنّه ادّاه بهذه العبارة تأكيداً له واشعاراً بانّ كفر مثله لا حاجة له الى البيان.