خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَآ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٨
-العنكبوت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً } قد مضى فى سورة البقرة وفى سورة النّساء بيان للوالدين وتعميم لهما وبيان للاحسان اليهما، ولمّا كان الاهتمام بتعظيم الوالدين ولا سيّما الرّوحانيّين بعد تعظيم الله وتوحيده اكثر من سائر الطّاعات بل لا يصدق الطّاعة على عملٍ لم يكن فيه تعظيم الوالدين الرّوحانيّين بعد تعظيم الله كرّر الله تعالى التّوصية باحسان الوالدين وقرنه بتوحيده ونهى الاشراك به فى كثيرٍ من مواضع الكتاب، ولمّا ذكر حال الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ولم يكن يحصل الايمان الاّ بالبيعة العامّة النّبويّة او البيعة الخاصّة الولويّة وبكلٍّ منهما يحصل الابوّة والبنوّة الرّوحانيّتان ولم يكن فى الاعمال الصّالحة عمل اصلح من الاحسان الى الوالدين الرّوحانيّين عطف عليه التّوصية باحسان الوالدين، ولمّا كان الوالدان الجسمانيّان بعد الوالدين الرّوحانيّين اعظم حقّاً من كلّ ذى حقٍّ لم يكن فى الاعمال الصّالحة اصلح من الاحسان اليهما بعد الاحسان الى الوالدين الرّوحانيّين { وَإِن جَاهَدَاكَ } اى الوالدان الرّوحانيّان على ما ورد فى الخبر فيكون الضّمير راجعاً الى الوالدين الرّوحانيّين السّفليّين بطريق الاستخدام وهما الشّيطان والنّفس واظلالهما، او الوالدان الجسمانيّان { لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَآ } ونذكر بعض الاخبار فى سورة لقمان فى ذيل هذه الآية ان شاء الله تعالى { إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } فى موضع تعليلٍ للسّابق.