خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ
١٢٢
وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
١٢٣
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِذْ هَمَّتْ } بدل من اذ غدوت او ظرف لسميع وعليم { طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ } هما بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الاوس وكانا جناحى العسكر وقيل: كانتا طائفة من الانصار وطائفة من المهاجرين وكان سبب همّهم بالفشل انّ عبد الله بن ابىّ بن سلول دعاهما الى الرّجوع الى المدينة عن لقاء المشركين يوم احد فهمّتا به ولم تفعلاه { أَن تَفْشَلاَ } تضعفا وتجبنا { وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا } فلا يدعهما ان تفشلا وتفرّا وهو جملة حاليّة، او المعنى والله وليّهما فلا ينبغى لهما ان تفشلا { وَعَلَى ٱللَّهِ } لا على غيره كعبد الله بن ابىّ { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ } عطف على قوله { والله وليّهما } او حال والمقصود الاشارة الى تعليل الامر بالتّوكّل وتعليل ولايته { بِبَدْرٍ } موضع بين المدينة ومكّة كان لرجلٍ يسمّى بدراً فسمّى به { وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ } فى انظار النظّار من حيث العدّة والعدّة اذ كنتم قليلين ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً وكنتم رثّ الهيئة من حيث اللّباس ولم يكن فيكم سلاح ولا مراكب الاّ قليلاً { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } فى الاعتماد على الغير والاستمداد من الغير { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } تتّصفون بمقام الشّكر او تشكرون نعمة نصرته لكم او تنعّمون بنعمة اخرى من النّصر وغيره فتشكرون على ان يكون تشكرون قائماً مقام تنعّمون من قبيل اقامة المسبّب او السّبب مقام السّبب او المسبّب.