خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ
١٢٨
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ } جملة معترضة بين المتعاطفات وقطع لظنّ المؤمنين فى انّ امر اهلاك المشركين او احياءهم بايمانهم منوط بمسئلة النّبىّ (ص) { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } الظّاهر انّه عطف على ما قبل قوله { ليس لك من الامر شيء } ويجوز ان يكون عطفاً على الامر او على شيءٍ بتقدير ان ويجوز ان يكون او بمعنى حتّى بتقدير ان اى ليس لك من امرهم شيءٍ حتّى يتوب الله عليهم بمسئلتك، او يكون بمعنى الاّ بتقدير ان اى ليس لك من امرهم شيء الاّ ان يتوب الله عليهم فتسرّ بتوبته وعلى التّقادير الاربعة فقوله ليس لك من الامر يكون منقطعاً جواباً لسؤال مقدّر { أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } نسب الى الباقر (ع) انّه قرء { ان تتوب عليهم } او تعذّبهم باظهار ان ولفظ الخطاب ونسب اليه ايضاً انّه قرء { ان يتب عليهم او يعذّبهم } وعنه (ع) انّه قرئ عنده { ليس لك من الامر شيء } قال بلى والله انّ له من الامر شيئاً وشيئاً وليس حيث ذهبت ولكنّى اخبرك انّ الله تعالى لمّا اخبر نبيّه (ص) ان يظهر ولاية علىّ (ع) ففكّر فى عداوة قومه له فيما فضّله الله به عليهم فى جميع خصاله وحسدهم له عليها ضاق عن ذلك فاخبر الله انّه ليس له من هذا الامر شيء انّما الامر فيه الى الله ان يصيّر عليّاً وصيّه وولىّ الامر بعده فهذا عنى الله وكيف لا يكون له من الامر شيء وقد فوّض الله اليه ان جعل ما احلّ فهو حلال وما حرّم فهو حرام قوله تعالى { { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ } [الحشر: 7]، وروى عنه (ع) ايضاً انّ رسول الله (ص) كان حريصاً على ان يكون علىّ (ع) من بعده على النّاس وكان عند الله خلاف ما اراد فقال له: ليس لك من الامر شيء يا محمّد (ص) فى علىّ (ع) الامر الىّ فى علىّ (ع) وفى غيره الم انزل عليك يا محمّد (ص) فيما انزلت من كتابى اليك { الۤـمۤ*أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } [العنكبوت: 1-2] قال ففوّض رسول الله (ص) الامر اليه.